مرحبا بكم في المنتدا
مرحبا بكم في المنتدا
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

وفــــاء النساء

اذهب الى الأسفل

وفــــاء النساء Empty وفــــاء النساء

مُساهمة  Admin السبت مايو 08, 2010 10:53 am

وفــــاء النساء


رُوي أن مالك بن عمرو الغساني تزوج ابنة عمّ للنعمان بن بشير الأنصاري، فأحب كل واحد منهما صاحبه، وكان شجاعاً بطلاً مقداماً، فعهدَتْ إليه أن لا يباشر حرباً، ثم إنه غدا، فلقي العدوّ، فطُعن، فقال وهو يجود بنفسه:
ألا ليت شعري عن غزالٍ تركتُهُ** إذا ما أتتهُ ميتتي كيف يصنع
أيلبس أثواب الحداد تفجّعاً**على مالكٍ أم فيه للبعل مَطمَعُ
فلو أنني كنتُ الموخَّر بعده** لما برححَت نفسي عليه تقطَّعُ
فلما أتاها خبره استمسك لسانها حولاً، فقال رهطها وعشيرتها: لو زوّجتموها غيره، لعلها تسلى، وتُفيق، فزوّجوها رجلاً من أبناء الملوكِ، فساق إليها هديةً عظيمة القدر، فلما كان ليلة بنائه بها أخذت بعضادتي الباب ثم أنشأت تقول:
يقول رجالٌ: زوَّجوها لعلّها ** تُفيق وترضى بعده بحليلِ
فأضمرتُ في النفس التي ليس بعده ** رجاءٌ لها، والصدق أفضل قيلِ
أبعد ابن عمرٍو سيّد القوم مالكٍ ** أزفّ إلى زوجٍ بعَضبٍ كليلِ
وخبّرني أصحابه أنّ مالكاً ** خفيفٌ على العلاّت غير ثقيل
وخبّرني أصحابه أن مالكاً ** ضَروبٌ بماضي الشَّفرتين صقيلِ
وخبّرني أصحابه أنّ مالكاً ** جوادٌ بما في الرحل غير بخيلِ
وخبّرني أصحابه أنّ مالكاً ** ثوى، وتنادى صحبُهُ برحيلِ
فما كان يشيني خليلي بخُلّةٍ، ** وما كنتُ أشري مالكاً بخليلِ
فقال لها بعلها: ارجعي إلى أهلك، ولك كل ما سُقتُ إليك، مثلك فليتزوّج الرجال
****
ومن حُسن وفائهن فإنه كان في بني عامر بن صعصعة امرأةٌ توفي عنها زوجها، ولها ابنا عمّ، فصارا إلى بعض شيوخهم، فقالا له: فلانة جاريةٌ شابةٌ، والقالة إلى مثلها سريعةٌ، فوجّه إليها فلتحضرْ، واعرِض عليها أيّنا أهوى إليها، حتى يتزوجها. فوجه الشيخ إليها، فأتته، فعرض عليها مقالتهما. فأطرقت مليّاً تنكُتُ الأرض، حتى حفرت فيها حفيرةً، وملأتها من دموعها. وكان زوجها دُفن بمقبرةٍ تدعى بحَوضى، فالتفتت إلى ابني عمها، وأنشأت تقول:
فإن تسألاني عن هواي، فإنه ** رهينٌ بحوضى، أيها الفتيانِ
وإني لأستحييه، والموت دوننا ** كما كنتُ أستحييه حين يراني
أهابك إجلالاً، وإن كنتُ في الثرى ** لوجهك يوماً إن يسؤْكَ مكاني
وقامت فانصرفت. فقال: قد رأيتما وسمعتما. فانصرفا، وقد يئسا،ثم لقياها يوماً في المقابر وعليها مُصبَّغاتٌ وحلىً وحُللٌ، فقال أحدهما لصاحبه: ما ترى في أي زيّ خرجت، والله ما أراها إلا متعرّضةً للرجال، هلمّ فلننظر ما تصنع. فقربا منها، فأتت القبر فالتزمته، ثم أنشأت تقول:
يا صاحب القبر يا من كان يؤنسي ** وكان يُحسن في الدنيا مؤاتاتي
أزور قبرك في حَلْيٍ وفي حُلَلٍ** كأنني لست من أهل المصيبات
أتيتُ ما كنتَ من قُربي تحب، وما ** قد كان يلهيك في ألوان لذّاتي
ومن يراني يرى عَبرى مفجَّعةً** طويلة الحُزن في زُوّار أموات
ثم شهقت فماتت
****
وروي عن الأصمعي قال: خرجتُ أريد بعض أحياء العرب، فجنّتي الليل، وبتّ في جَبّان،وتوسّدتُ قبراً، فسمعت في الليل من القبر قائلاً يقول:
أنعم الله بالخيالَين عيناً** وبمسراكِ، يا سُعاد، إلينا
وحشةً ما لقيتُ من خَلَل القبر ** عسى أن أراك، أو أن ترينا
فأرقتُ له ليلتي، فلما أصبحتُ دخلت الحيَّ،فإذا بجنازة قد أقبل بها، فسألت عنها، فقيل: هذه سعاد كانت تحبّ ابن عمٍّ لها، وإنهما تعاقدا على الوفاء فهلك قبلها، فلم تزل تبكي عليه، فها هي قد لحقت به.
فتبعتُهُم، حتى دُفنت إلى جانب القبر الذي بِتُّ عنده، وإذا هو قبر ابن همها، فخبّرتهم بما سمعتُ وانصرفت
****

Admin
Admin

المساهمات : 155
تاريخ التسجيل : 28/04/2010

https://yassineov02.yoo7.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى